الأحد، 1 فبراير 2009


TASSI, Agostinoا
لفنان : أغوستينو تاسي (1580 -- 1644)
هو (1580-1644) إبن تاجر "فراء" إسمه "دومينيكو" تاسي أقوستينو وهو من الأشخاص الذين يتملقون طبقة النبلاء وهو رسام إيطالي إشتهر برسم المناظر الطبيعية البرية الخلابة والمناظر البحرية من خلال لوحاته الزيتية على القماش صغير الحجم
أيضاً يقوم بالأعمال النحتية والجبصية والرسومات الزيتية ، وبالرغم من أن شهرته الأساسية كانت في مجال تصميم أعمال التزيين المتناهية الارتفاع من الجبص والقماش.
في 1590 ذهب الى روما وعمل خادما في منزل (ماركيز تاسي) والذي أخذ منه اسمه "تاسي"
عندما بلغ عمره العشرون ذهب لفلورنس حيث ألتحق بخدمة الدوق" فرناند دوميديس"
من أوائل أعماله المسجلة (باسيري) وهي لوحة قام برسمها في (ليفورنو)
خلال فترته في فلورنس كانكثير التردد على قصر الدوق" قالييز" كخادم منتدب من السجن حيث كان يقضي فيه عقوبة السجن لارتكابه جريمة الإغتصاب.
1608 شارك في أعمال زينة بمناسبة زواج "كوسيمو" الثانية
عندما كان طفلاً غادر روما الى "تسكاني" حيث عمل مع " ميديسي" ، ثم مكث فترة وجيزة في فلورنس ثم سنوات عديدة في "ليفورونو" ويرجح أنه مكث في "ليفرونو" أغلب فترات حياته مع فترات إنقطاع صغيرة ذهب فيها الى الى روما في عام 1599م ، ثم الى جنوة عام 1606م وفترة أخرى قضاها في السجن لإرتكابه جريمة إغتصاب . المعلومات المتوفرة عن فنه شحيحة بيدً أنه من المؤكد كان على علاقة بــ " باول برل" و " جيوليو باريقي".مما جعله يتأثر بفنهما.
عاد تاسي الى روما في آواخر عام 1610م و تحت إشراف "سيقولي لودفيكو كاردي" الشاعر والرسام والنحات لمدينة " فلورنتين" قام بإنجاز لوحات مناظر طبيعية برية ومناظر طبيعية بحرية في "بلازو" وقد فقدت كل هذه اللوحات غير معروف مكانها حالياً و ،- تأثر تاسي أيضاً في مجال فنه ب " بسيقولي لودفيكو كاردي" ، ، مع بعض الأعمال الحبصية المتميزة والرائعة في " بلازو كويرينيل" في الفترة من (1611-1612) ، وقد فقدت أيضاً ، وبعد ذلك بدأت شهرة" تاسي" كمبدع روما في مجال الرسم وتصميم الديكور وقد تم تمويل هذه الأعمال بواسطة "بوب باول الخامس" كما تم تقديمها بواسطة "أورازيو جنتلسكي " حيث كان مسئولاً عن الأشكال الهندسية ، كما قام الإثنان بتصميم أعمال جبصية للكاردينال" سيبيون بورقيسي" في متحف" كاسينو دل" ، في 1616م وحتى1617م قام " تاسي " مرةً أخرى بأعمال رسم في "بالازو دل كويرينيل" مع "قيوفاني لانفرانكو" و " كارلو ساراسيني" في صالة " ريقيا" . في عام 1621م بالتعاون مع "جيوسينو" قام "تاسي" بعمل سمى "إرتفاع الخداع البصري" . من عام 1617 وحتى عام 1625م عكف على أعمال تزيين مجموعة من الغرف في "بالازو لانسيلوتي" ، في أيامه الاخيره عكف على عمل لوحة "موسى في بالازو بامبفيلي" في بيازا نافونا، وبالرغم من أن " تاسي" إشتهر بأعمال رسم الأعمال الجبصية أيضاً قام بعمل بعض اللوحات على القماش بالألوان الزيتية مثل تلك الاعمال التي شملت " لوحات مثل لوحة " وصول ملكة سبأ أمام سليمان" ولوحته " دخول العظيم لتاديو البربر" ، مما يذكر عنه انه ادين في عام 1612م بجريمة إغتصاب " أرميزيا جنتلسيشي" إبنة شريكه" أورازيو"

الصعود للملكة ج. 1615 زيت على قماش ، 94 س 136 سم

وصف اللوحة:
تعتبر اللوحة من اللوحات الرائعة للفنان "تاسي" حيث تظهر اللوحة منظر لمبنى على جانب اللوحة من الجهة اليمنى البحر حيث ترسو بعض السفن ومن الخلف بعض الأشجار والسماء تبدو في الأفق البعيد متلبدة بالغيوم ومن الجهة الامامية للمبنى شكل مباني بأعمدة مرتفعة إرتفاعاً غير مألوف- أشبه بالمعبد منها لأى شىء آخر- هنالك بعض الناس يجلسون أمام المبنى وآخرون يقفون وهم يحملون أسلحة أغلبها سيوف في جفائرها
التحليل:
واضح أولا أن الرسام قد تأثر كثيرا بالمباني الرومانية القديمة في رسم هذه اللوحة وهي من الآثار الموجودة في روما حتى الآن، وقد ظهر ولعه الشديد برسم المناظر الطبيعية في هذه اللوحة أيضا إذ ظهرت في خلفية اللوحة مناظر لبعض الأشجار ذات الأطوال العالية والتي نستشفها من أن الأشجار ورغم إرتفاع المباني الشاهق، بيدً أن الأشجار السامقة ظهرت من خلف المباني، أيضا عبر الرسام عن ولعه الآخر بالمناظر البحرية من خلال رسمه لبعض المراكب والسفن الشراعية ترسو على الجانب الأيمن من المبنى ويظهر الرسام أن هنالك تيارا هوائيا متحركا من يسار اللوحة الى يمينها حيث تميل السفن ناحية اليمين.

إستخدام الألوان والظلال:
أبدع تماماً الرسام في إستخدام كلا عنصري الألوان والظلال في هذه اللوحة، فرغم تركيزه بنسبة 90% من ألوان اللوحة على اللون " البني" بشقيه الناصع " الساطع" واللون البني الفاتح الأقرب في بعض أجزائه للون الأصفر إضافة لاستخدامه للون الأسود في أسفل وخلفية اللوحة إلا أنه تمكن من خلال المزج وخلق التناسق بين تلك الألوان والتعبير عن الظلال بإدماج اللون السماوي الساطع المتدرج في الأجزاء اليسرى من قوائم أعمدة- الشكل الذي يمكن أن يكون معبداً- فقد كان لهذا الدمج والتناسق والتداخل ما جعل اللوحة أقرب للحقيقة منها للرسم المجرد، إضافة لاستخدامه للون السماوى الساطع تارةً والداكن أخرى ما يعبر بوضوح عن حركة الريح في السماء بإتجاه من يسار الى يمين اللوحة.

وصف اللوحة :
تظهر اللوحة ظروفاً طبيعية قاهرة تمر بها هذه المدينة حيث يوجد بعض الأشخاص الذين يتجولون على مراكب صغيرة بين مباني المدينة التي ترسو بالقرب منها سفينة وومنارها الذي يحاول البعض تسلقه للاستطلاع .
تحليل اللوحة:
يعبر " تاسو" عن وضع مأساوي لسكان مدينة ساحلية، وواضح من محاولة بعض الأهالي تسلق تلك المنارة انهم يستطلعون أخبار سفينة أخرى مفقودة في ظروف طبيعية قاهرة.
استخدام الألوان والظلال
إستخدم الرسام القلم الرصاص في رسم اللوحة وهذا دليل على ان اللون الوحيد الذي بحوزته هو هذا اللون مما يشير الى أن اللوحة رسمت والفنان في رحلته البحرية.

وصف اللوحة
تظهر اللوحة جزيرة وسط مياه محيط مائي وهي تتعرض لعاصفة هوائية قويةوبعض الأشخاص يجلسون في أعلى تلك الجزيرة
تحليل اللوحة
من الواضح أن " تاسو" قد مر بظروف صعبة اثناء رحلته البحرية وهو يعبر بهذا المنظر عن تلك الظروف
استخدام الألوان والظلال
عبر الرسام عما يجيش بخاطره ومخيلته باللون الواحد " البني" وتدرجاته وقد أفلح في إظهار تعرجات وتموجات والفواصل بين الأرض والمسطحات المائية







منسوب إلى اوجستينو تاسي

The Campidoglio, Rome,


with the albero della cuccagna مباع: 19إبريل 2002



وجستينو تاسيAttrio di palazzo con figure di soldati


مباعة: 22 نوفمبر 1994


لوحة حراسة قصر الحكم في " بالازو " ايطاليا.
وصف اللوحة :
لوحة كبيرة مقاس 2.38x2.28متر
مكان حفظها: متحف روما
الخامة: قماش وألوان زيتية
وصف اللوحة:
عمل رائع ل" تاسي" رغم أنه لم يخرج عن موضوعيه الأساسيين الذين عبر من خلالهما عن في العديد من لوحاته السابقة، لوحة العسكر وهم يحرسون ويتناوبون الحراسة ومنهم من يرفع العلم، في صالة تشير عدد أعمدتها الظاهرة انها كبيرة جداً، وعدد من العسكر يقومون بمهام مختلفة فمنهم من يشهر سلاحه ومنهم من يرفع العلم.
تحليل اللوحة:
ذكرنا في لوحات سابقة أن "تاسي" عبر عن ولعه الجم بموضوعين وصفه للطبيعة –براً وبحراً- في لوحاته السابقة إضافة الى تعلقه بقيم بلاده والإفتخار بمآثرها ومنها العمارة الهندسية المتميزة وأضافت هذه اللوحة بعداً جديداً ألا وهو الفخر والاعتزاز بالقوة العسكرية، التي ضمنها رسالة أخرى هي أبهة المكان التي تستأثر هذه القوة بالتواجد فيه.
استخدام الألوان والظلال
في هذه اللوحة التي تعتبر لوحة فريدة في أعمال " تاسو" من حيث موضوعها" العسكر" ومن حيث استخدامه للون الوردي المتداخل بلمسات لطيفة وخفيفة من اللون ساطعة من اللون البني، الذي ينسجم إنسجاماً متناسقاً مع استخدامه للون "البني" وتدرجاته حتى الداكن منها في تبيان الأماكن التي لا تحظي بإنعكاس الإضاءة من الجهة المقابلة لها.كما أن الرسام في هذه اللوحة قد تمكن من إظهار العسكر وكأنهم أشخاص طبيعيين من خلال تعامله المتقن تماماً – رغم الحجم الصغير للشخوص - الذي سعى الرسام لإظهاره لأفراد كتيبة العسكر.






دائرة اوجستينو تاسي
ميناء بناء سفينة
1929مباعة:8 ديسمبر,2005
وصف اللوحة:
تظهر اللوحة منظراً لجزيرة على أطراف المسطح المائي وترسو بعض القوارب الشراعية على الساحل، ورسومات لأشخاص يتحركون بين الساحل وتلك السفن وتظهر السماء ملبدة بالغيوم
تحليل اللوحة:
واضح تعلق " تاسو" بحبه العميق للطبيعة البرية والبحرية وقد جمع في هذه اللوحة جماليات الطبيعتين
استخدام الالوان والظلال
نجح الرسام في توظيف اللون السماوي والأسود في التعبير عن موضوع اللوحة .




وصف اللوحة:
في هذه اللوحة استخدم الرسام قلم الرصاص ليعبر به عن رحلته في المحيط والتي قضاها محكوماً عليه، هكذا كانت التقاليد والاعراف يرسل المحكومين بأحكام طويلة كعمال ومجدفين في السفن التي تبحر أعالي البحار بدلاً عن المجازفة بغيرهم، توضح اللوحة سفينة تتقاذفها الأمواج وقد وصلت بالفعل الى بر الأمان وسط عاصفة هوجاء ، رست السفينة على تلة في جزيرة عالية مأهولة بالسكان لوجود منزل يظهر في أعلى الصورة ، ورجل على الجانب الآخر يبدو أنه من ركاب السفينة وصل الى البر الآخر وهو يوجه المجدفين من خلال حركة يديه.
التحليل:
يعبر الرسام "تاسي" بجلاء هذه المرة عن الاهوال التي صادفها في رحلته البحرية رغم إستمتاعه بها والذي عبر عنه كثيراً من خلال لوحاته العديدة التي كان حريصاً على أن يكون عنصر الماء والمراكب الشراعية جزء منه.
استخدام الألوان والظلال
واضح أن " تاسو" ربما كان قد رسم هذه اللوحة وهو على ظهر السفينة لإفتقار اللوحة الى الى الألوان المؤيدة والظلال متدرجة الألوان وقد إكتفى الفنان من تلك الظلال بالقدر الذي يظهر به موضوع اللوحة


وصف اللوحة:
لا يمكن أكثر من أن أقول انها" رائعة"، صورة صالة واسعة في خلفيتها مناظر طبيعية وأشخاص ومياه ومبنى على شكل معبد، أما نسبة 80% من عناصر اللوحة كانت لإظهار السقف والعمود الخلفي الذي يسند المبنى.
التحليل:
يتكامل عنصران أساسيان في هذه اللوحة الاول شغف " تاسو" بالثقافة المعمارية لبلاده والتعبير عنها والإفتخار بها وإظهار مفاتن تلك الثقافة المتجذرة في رحم التاريخ، فهو في هذه اللوحة يظهر تفاصيل الفن المعماري لبلاده الذي أتقن إظهاره من خلال تفاصيل دقيقة جدا لعمود الأساس الذي يتوسط اللوحة من الخلف فكان ان عبر عنه وعن سطوعه باللون الفضي الساطع مع نمنمات مذهبة في الوسط تحتل حيزا ضئيلاً من مساحة العمود، وكان أن أبدع في إظهار سقف الصالة من خلال الزخارف المذهبة وعتمة اللون البني والذهبي أما العنصر الثاني الذي يلازم أعمال " تاسو" فهو ولعه بالطبيعة وإصراره على أن تكون دعامة من دعامات كل أعماله الفنية المتميزة وعنصراً مكملا لها.
الألوان والظلال
ما أروع ما قام به الرسام من إيجاد تلك التداخلات الفنية بين مجموعة منسجمة من الألوان وتدرجاتها وإنسيابها وكأنه فنان مصوغات ذهبية لا رسام على قطعة قماش وحبر من ألوان تعامل بها في إطار من النهم الفني المعبر، لقد أفلح تماماً في عكس ما جال بخاطره وتركه نهباً للتأويلات والتفاسير لكل من شاهد هذا العمل.






منافسة على تل الكابتيلون عام 1630 زيت على خيش متحف الكابتيلون, روما

وصف اللوحة:
من خلال هذه اللوحة المزدحمة بالعناصر والموضوعات قدم " تاسي" عاشق الطبيعة لوحة من ظراز آخر وهو إظهار الإبداع العمراني والفن المعماري الإيطالي في عصر إرتقت فيه كل الفنون في أوربا وتطاولت على نظائرها الإيطالية الرائدة في هذا المجال الذي كان حكراً على الهندسة المعمارية الإيطالية، ذخرت اللوحة بمنظر عام تبوأت فيه المناظر المعمارية 90% من إجمالي مساحة اللوحة ، أظهر الرسام في الجزء الأمامي من اللوحة منظر مبنى على ربوة مرتفعة يتكون المبنى من طابقين مرصعة حيطانه الامامية بنحت بارز في أعلى الباب الرئيس مع زخارف جانبية حول أطر الأبواب الاخرى والنوافذ، وبذات النسق يجاوره المكان مبنى آخر وبذات المواصفات والزخارف ، وأمام المبنى تقف بعض المجسدات النحتية "تماثيل" لأشخاص وخيل، وعلى يسار اللوحة تظهر صورة مبنى آخر ملامحه غير واضحة، وأما هذه المجموعة من المباني تتدلى مدرجات إنسيابية الإنحدار الأولى من الجزء الأمامي والثانية فرعية من يسار الصورة ذات إتصال بالمبنى ذي التفاصيل الغير مرئية، ولم ينسى عاشق الطبيعةأن يشرك معشوقته في خضم هذا المنظر الخلاب فقد توسطت فناء المباني شجرة أشبه بشجرة النخيل لإرتقائها في عنان السماء وربما كانت شجرة" رويال بالم" المشهورة في المناطق الباردة من أوربا وهنالك من يحاول صعودها ، هنالك أشخاص يحاولون صعود هذه المدرجات وآخرون لا زالوا في أرضية الموقع ، وفي الجانب الأيمن من اللوحة تبدو عربة تجرها خيول واقفة في الأسفل.
تحليل اللوحة:
تتداخل معطيات اللوحة بيدً أن ما ينجلى عنها يوضح أن هنالك سباقاً يقام للوصول للقمة حيث الفناء بين المباني الثلاث، ورغم بساطة الهدف من تسجيل تاريخ اللوحة في وجود منافسة سباق وهي من الأشياء والمظاهر التي التي يشتهر بها الرومان والإيطاليون فهنالك" منافسات الصراع حتى الموت ومنافسات منازلة الأسود وغيرها) رغم أن موضوع اللوحة تسجيل مناسبة بسيطة إلا أن الرسام " تاسي" وظف كل إمكانياته في التعبير عن المناسبة بجانب تعظيم مكان إقامتها من خلال رسم هذا الصرح الشامخ المتناسق الجمال العمراني المؤيد بمظاهر القوة برسم مناظر الخيول، أيضاً توحي اللوحة بإقبال الناس " العامة" على المشاركة الفعلية في هذا السباق، و" تاسي" الفنان عاشق الطبيعة إختص مكاناً في لوحته فأظهر الشجرة الوحيدة السامقة في وسط اللوحة – في مكان لا تخطئه عين" تعبيراً عن مكنوناته بتعلقه الجم بالطبيعة داعماً هذا الإتجاه بخلفية للوحة تشير الى ركام أبيض في عنان السماء، في إشارة الى أن الجو صحو مع إحتجاب الشمس. يمكن أن نقول بأن " تاسي" قد أفلح أيضاً هذه المرة في جمع أكثر من موضوع في إطار لوحة واحدة وقد تمكن من إيصال الفكرة بكل وضوح وجلاء.
إستخدام الألوان والظلال:
من الملفت في اللوحة أن " تاسي" قد حصر الألوان التي إستخدمها في هذه اللوحة في ثلاث ألوان رئيسة هي الأبيض والبني وتدرجات الأسود، اعطى الرسام بعداً وتجسيداً واقعياً ملموساً من خلال رسم المباني الثلاث التي إستخدم فيها اللون الأبيض وتعامل لإظهار تجسيد تلك المباني بإدخال اللون تدرجات خفيفة من اللون الأسود مشرئبة بإحمرار شفقي على واجهة تلك المباني فأصبحت كالتجسيد لمباني ملموسة وكأنها حقيقية أو من أعمال النحت، وقد أفلح في استخدام كل تدرجات اللون الأسود في التعبير عن الظلال والخلفيات وحتى غصون الشجرة، كما أظهر السحاب الأبيض بحواشى سوداء داكنة.أما اللون البني فقد أظهر به سطوع وإنعكاسات الألوان مثل سقف العربة في أسفل الصورة الذي إنتقى له اللون البني الساطع فكان كإنعكاس الضوء على سقف العربة وفي ذات الوقت تلميحاً لموقف العربة في مكانها أسفل بقية موضوعات اللوحة.











صائدي المرجان
1922 اللوحة زيت على خيش 131 سم
مجموعة خاصة


وصف اللوحة:
تظهر اللوحة منظراً لأشجار وتل وسماء ملبدة بالغيوم، ومن الواضح أن اللون الداكن للوحة ناتج عن تلبد السماء بغيوم ممطرة مع اقتراب المغيب لوجود اللون الأحمر الخفيف في الأفق وفي أطراف الركام "غسق المغيب "، مع وجود آثار لعاصفة في الأفق.
تحليل اللوحة:

"تاسي" لم يخفى ولعه الشديد في كل المناسبات وفي جميع لوحاته بجمال الطبيعة وتعبيره المفرط عن ذلك الجمال من خلال تقمصه لظروفها وكأنه يعيش تلك الظروف واللحظات، عشق الطبيعة فعبر عنها من خلال تكامل عناصرها أشجار وظلال وأنهار ومياه وبحر وسماء صافية وأخرى ملبدة بغيوم تحمل بشائر الخير بأمطار وفيرة، لم ينس حتى حركة الريح وهي تدغدغ في وجدان الطبيعة وتستنطقها لتشكو لها عن حنينها للقاء دافيء وإلتفاف في لحظات عناق وشوق ووله تنسج ألحان شجيه من بين أوتارها فتارة صفير الرياح بين الغصون وأخرى صوت موسيقي متقطع يعبر عن قوة حركة تلك الريح وهي تخبر بالخير الذي تحمله في طياتها جنيناً ينبت لهم منها ومما تحمله تيناً وزيتوناً، " تاسي" في عام 1610 م حين رسم اللوحة كان يعلم أن الطبيعة هي الجمال وأنها تضفي الجمال على من حولها فأخبر عنها بقوة وتمرد وتعصب وإصرار على انها الفن ولاشىء غيره.
استخدام الألوان والظلال
احساسه المفرط بالطبيعة جعله يتقمصها ويدور حولها ويعيشها صديقاً وفياً يعلم بواطن الجمال وكيفية التعبير عنه، فهاهو يعبر عن أكثر من لوحة في لوحة واحدة فرسم الأشجار والتلال والسماء وحتى الهواء وسخر لكل ذلك فرشاته التي تمكنت من خلال مزج اللون الأسود بتدرجاته من خلق كل هذا الخضم من مظاهر الطبيعة الساحرة الخلابة حتى وهي في لحظات ثورتها وعنفوانها وتمردها ترسل البرق والغيوم مقدمة للخير، عبر " تاسي " الفنان عاشق الطبيعة الولهان عن ولعه بالطبيعة في كل الأوقات فليس هنالك وقت تجيز مقت الطبيعة كما انه ليس هنالك قانون لمحاكمتها فهي حرة ومعشوقة، حتى كأنه في لوحته هذه يعبر عن الظباء و " الريم" وهي تختبىء في مهاجعها و مخابئها ليس خوفاً بل ترقباً، فكان اللون الواحد " الأسود" بتدرجاته معياراً للتواصل بين كل هذه العناصر الناطقة بالتسبيح.

الجمعة، 2 يناير 2009

مرحبا بكم في مدونتي